في تطور مثير يلقي الضوء على المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بمنتجات العناية الشخصية، منحت هيئة محلفين في مينيسوتا تعويضًا مالياً كبيراً لأم مكونة من ثلاثة أطفال اتهمت شركة جونسون آند جونسون بأن منتجاتها التي تحتوي على بودرة التلك عرّضتها لمادة الأسبستوس، مما أدى إلى إصابتها بنوع خطير من السرطان. هذه القضية ليست الأولى من نوعها، وتأتي في سياق معركة قانونية مستمرة ضد شركة الأدوية العملاقة.

حكم قضائي تاريخي: 65.5 مليون دولار تعويضًا عن سرطان الرئة

أصدرت هيئة المحلفين حكمًا لصالح آنا جين هوتون كارلي، البالغة من العمر 37 عامًا، بقيمة 65.5 مليون دولار. تستند القضية إلى ادعاءات مفادها أن السيدة كارلي أصيبت بورم الظهارة المتوسطة، وهو سرطان عدواني يصيب بطانة الرئتين، نتيجة لتعرضها لمادة الأسبستوس الموجودة في بودرة التلك التي استخدمتها طوال طفولتها.

قال بن برالي، محامي كارلي: “هذه القضية لم تكن تتعلق بالتعويض فقط. بل كانت تتعلق بالحقيقة والمساءلة.” وأكد أن الهدف من الدعوى هو كشف حقيقة المخاطر التي كانت جونسون آند جونسون على علم بها، لكنها فشلت في الكشف عنها للمستهلكين.

جونسون آند جونسون تنفي وتخطط للاستئناف

على الجانب الآخر، رفضت جونسون آند جونسون صحة الادعاءات، وأعلنت عن عزمها استئناف الحكم. صرح إريك هاس، نائب رئيس قسم التقاضي العالمي في الشركة، بأن بودرة التلك التي تنتجها الشركة آمنة ولا تحتوي على الأسبستوس ولا تسبب السرطان، مشيرًا إلى أن هذا القرار من المرجح أن يتم إلغاؤه من قبل محكمة الاستئناف.

دور الأسبستوس في القضية

يتمحور جوهر القضية حول الادعاء بأن منتجات التلك الخاصة بجونسون آند جونسون كانت ملوثة بمادة الأسبستوس، وهي مادة معروفة بتسببها في السرطان. يرى المدعون أن الشركة كانت على علم بهذه المشكلة لسنوات، لكنها استمرت في بيع وتسويق المنتجات دون تحذير المستهلكين من المخاطر المحتملة. هذا الإهمال، وفقًا لهم، هو المسؤول عن إصابة السيدة كارلي بالمرض.

سجل من الدعاوى القضائية: صراع مستمر حول سلامة التلك

هذا الحكم ليس منعزلاً، بل هو جزء من سلسلة طويلة من الدعاوى القضائية المرفوعة ضد جونسون آند جونسون بشأن سلامة منتجاتها التي تحتوي على التلك. في السنوات الأخيرة، اتهم العديد من الأفراد الشركة بأن استخدامهم لبودرة الأطفال أو بودرة الجسم “Shower to Shower” تسبب في إصابتهم بسرطان المبيض أو ورم الظهارة المتوسطة.

  • حكم لوس أنجلوس: في وقت سابق من هذا الشهر، منحت هيئة محلفين في لوس أنجلوس مبلغ 40 مليون دولار لامرأتين زعمن أن بودرة التلك تسببت في سرطان المبيض.
  • حكم كاليفورنيا السابق: في أكتوبر الماضي، أمرت هيئة محلفين في كاليفورنيا الشركة بدفع 966 مليون دولار لعائلة امرأة توفيت بسبب ورم الظهارة المتوسطة.
  • توقف عن البيع: ردًا على هذه الدعاوى المتزايدة، أعلنت جونسون آند جونسون عن توقفها عن بيع مسحوق التلك في الولايات المتحدة وكندا في عام 2020، ثم على مستوى العالم في عام 2023.

مما لا شك فيه أن هذه التطورات القانونية تثير تساؤلات جدية حول مدى شفافية الشركات المصنعة لمنتجات الاستهلاك فيما يتعلق بسلامة مكوناتها.

رد فعل الشركة واستمرار الجدل

تؤكد جونسون آند جونسون باستمرار أن منتجاتها آمنة وأن الادعاءات المتعلقة بوجود الأسبستوس مضللة. لكن المحامين الذين يمثلون المدعين يشيرون إلى تقارير داخلية من الشركة تعود إلى عقود مضت، تظهر أن المسؤولين كانوا على علم بوجود تلوث بالأسبستوس في بعض دفعات التلك.

وفقًا لهاس، فإن الدعاوى القضائية “تستند إلى ‘علم تافه’ دحضته عقود من الدراسات”. ومع ذلك، يرى خبراء الصحة العامة أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بتعريض الأطفال والبالغين لمادة التلك بمرور الوقت.

ماذا يعني هذا للمستهلكين؟

هذه الأحكام القضائية تزيد من وعي المستهلكين حول المخاطر المحتملة المرتبطة بمنتجات التلك. حتى قبل توقف جونسون آند جونسون عن البيع، كان العديد من الآباء والأمهات يبحثون عن بدائل خالية من التلك لمنتجات العناية بالطفل.

الآن، ومع زيادة التدقيق في هذه القضايا، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يكون المستهلكون على اطلاع وأن يتخذوا قرارات مستنيرة بشأن المنتجات التي يستخدمونها. تشجيع البحث عن منتجات بديلة للتلك وتقليل التعرض المحتمل للمواد الضارة يعتبر أمرًا ضروريًا لحماية الصحة العامة.

في الختام، يمثل الحكم الصادر في مينيسوتا صفعة جديدة لشركة جونسون آند جونسون ويثير المزيد من الشكوك حول سلامة بودرة التلك. من المرجح أن يستمر هذا الجدل القانوني لسنوات قادمة، وسيكون له تأثير كبير على صناعة العناية الشخصية بأكملها. نتشجع القارئ الكريم بمشاركة هذا المقال ونشر الوعي حول المخاطر المحتملة.

شاركها.
Exit mobile version