الهدوء يخيّم على الأسواق الأمريكية مع ترقب بيانات اقتصادية حاسمة
شهدت الأسواق الأمريكية يوم الخميس استقرارًا ملحوظًا بالقرب من مستوياتها القياسية، في جلسة تداول اتسمت بالهدوء النسبي بعد أسابيع من التقلبات الحادة. يعكس هذا الاستقرار حالة من الترقب الحذر بين المستثمرين، مع تركيزهم على البيانات الاقتصادية القادمة التي قد تؤثر على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. ارتفع مؤشر S&P 500 بشكل طفيف، بينما شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا محدودًا، وارتفع مؤشر ناسداك المركب أيضًا.
أداء المؤشرات الرئيسية ونتائج الشركات
أغلق مؤشر S&P 500 مرتفعًا بنسبة 0.1%، ليصبح على بعد 0.5% فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق. في المقابل، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 31 نقطة، أو 0.1%، بينما حقق مؤشر ناسداك المركب مكاسب بنسبة 0.2%.
ساهمت نتائج بعض الشركات بشكل إيجابي في أداء السوق. فقد ارتفع سهم Dollar General بنسبة 14% بعد الإعلان عن أرباح قوية في الربع الأخير، متجاوزًا توقعات المحللين. يعزى هذا الأداء الجيد إلى زيادة عدد العملاء الذين يتسوقون في متاجرها، وتحسين هوامش الربح.
كما ارتفع سهم Hormel بنسبة 3.8% بعد الإعلان عن أرباح أفضل من المتوقع، مدفوعًا بقوة مبيعات منتجات Planters و Jennie-O للديك الرومي. وقدمت الشركة أيضًا توقعات إيجابية للأرباح للعام المقبل، مما عزز ثقة المستثمرين.
Salesforce تقود قطاع التكنولوجيا
في قطاع التكنولوجيا، حققت Salesforce أداءً جيدًا، حيث ارتفع سهمها بنسبة 3.7% بعد تقلبات سابقة. على الرغم من انخفاض إيراداتها بشكل طفيف، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة، مارك بينيوف، أكد على موقع الشركة الفريد في عصر الذكاء الاصطناعي.
هذا التأكيد جاء في ظل المخاوف المستمرة بشأن الاستثمار المفرط المحتمل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتأثير ذلك على العائدات المستقبلية. ومع ذلك، يبدو أن المستثمرين يراهنون على قدرة Salesforce على الاستفادة من هذه التكنولوجيا الناشئة.
تأثير قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي على السوق
منذ أواخر شهر أكتوبر، شهدت الأسهم الأمريكية تقلبات حادة بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. كانت المخاوف الرئيسية تتمثل في احتمال استمرار البنك في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
ومع ذلك، تشير التوقعات الحالية في وول ستريت إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، بهدف دعم سوق العمل الذي يشهد تباطؤًا. إذا تحقق ذلك، فسيكون هذا التخفيض هو الثالث من نوعه هذا العام.
يفضل المستثمرون أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تزيد من جاذبية الاستثمارات ويمكن أن تحفز النشاط الاقتصادي. لكن الجانب السلبي هو أنها قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة التضخم، التي لا تزال أعلى من هدف البنك البالغ 2%.
بيانات اقتصادية جديدة تثير التساؤلات
في تطورات حديثة، ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد ارتفاع مماثل في عوائد السندات الحكومية اليابانية. كما تلقت التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة المقبلة ضربة طفيفة بعد صدور تقارير تشير إلى أن سوق العمل الأمريكي قد يكون أقوى من المتوقع.
أظهر أحد التقارير انخفاضًا في عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات. كما أظهر تقرير آخر انخفاضًا بأكثر من النصف في عدد عمليات تسريح العمال التي تم الإعلان عنها الشهر الماضي مقارنة بشهر أكتوبر.
على الرغم من أن هذه البيانات تعتبر أخبارًا جيدة للعمال الأمريكيين، إلا أنها قد تشير أيضًا إلى أن سوق العمل لا يحتاج إلى الكثير من التحفيز من خلال خفض أسعار الفائدة. ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.10%، مما قد يثني بعض المستثمرين عن شراء الأسهم والاتجاه نحو السندات.
الشركات التي شهدت تراجعًا في الأسعار
على الرغم من الأداء الإيجابي العام للسوق، شهدت بعض الشركات تراجعًا في أسعار أسهمها. انخفض سهم Kroger بنسبة 4.6% بعد الإعلان عن إيرادات أضعف من المتوقعة في الربع الأخير، على الرغم من تجاوز أرباحها للتوقعات. كما خفضت الشركة توقعاتها للإيرادات لهذا العام.
كما انخفض سهم Snowflake بنسبة 11.4% على الرغم من تفوقه على توقعات المحللين للأرباح والإيرادات في الربع الأخير. يعتقد محللون في UBS أن سهم الشركة قد يشهد انخفاضًا بعد الزيادة الكبيرة في الإثارة التي أعقبت نتائج الربع السابق. كما تباطأ نمو إيرادات المنتجات قليلاً في الربع الأخير.
الخلاصة
بشكل عام، حافظت الأسواق المالية على استقرارها يوم الخميس، مع استمرار الترقب لبيانات اقتصادية حاسمة وقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك مخاوف بشأن التضخم وقوة سوق العمل. من المتوقع أن تشهد الأسواق المزيد من التقلبات في الأيام والأسابيع المقبلة، حيث يتفاعل المستثمرون مع التطورات الاقتصادية والسياسية. من المهم متابعة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.


