تعتبر متطلبات العمل لبرنامج Medicaid موضوعًا ساخنًا في الولايات المتحدة، حيث تسعى بعض الولايات إلى إعادة تشكيل شروط الحصول على الرعاية الصحية الحكومية. نبراسكا على وشك أن تصبح أول ولاية تطبق هذه المتطلبات الجديدة، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على المستفيدين وتغطية الرعاية الصحية بشكل عام. هذا التغيير، الذي تم تمكينه من خلال قانون وقعه الرئيس دونالد ترامب العام الماضي، يمثل تحولًا كبيرًا في كيفية إدارة برنامج Medicaid، ويثير نقاشًا حول التوازن بين المسؤولية الفردية والوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.
نبراسكا تضع معايير جديدة: تفاصيل متطلبات العمل لبرنامج Medicaid
أعلن الحاكم الجمهوري لجيب بيلين أن نبراسكا ستفرض متطلبات عمل جديدة على بعض المستفيدين من برنامج Medicaid اعتبارًا من الأول من مايو. يهدف هذا الإجراء إلى تشجيع المشاركة في القوى العاملة وتقليل الاعتماد على المساعدات الحكومية. من المتوقع أن يؤثر هذا الشرط على حوالي 30 ألف شخص، وهم الأفراد الذين لديهم دخل أعلى قليلاً من المستفيدين التقليديين من برنامج Medicaid. يؤكد الحاكم بيلين أن الهدف ليس “أخذ الجميع إلى الرصيف”، بل “التأكد من جعل كل نبراسكاني قادر بدنياً جزءاً من مجتمعنا”.
من هم المستفيدون المتأثرون؟
ستطبق هذه المتطلبات على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 64 عامًا والذين يحصلون على تغطية Medicaid من خلال توسيع البرنامج. هذا التوسع، الذي تبنته 40 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا، يغطي مجموعة سكانية ذات حد دخل أعلى قليلاً. لتلقي الحفاظ على التغطية، يجب على هؤلاء المستفيدين إثبات أنهم يعملون لمدة 80 ساعة على الأقل شهريًا، أو يشاركون في خدمة مجتمعية بنفس القدر من الساعات، أو مسجلون في مؤسسة تعليمية بدوام جزئي على الأقل.
استثناءات وقواعد الإبلاغ: من سيتم إعفاؤه؟
لحسن الحظ، لن يخضع الجميع لهذه المتطلبات الجديدة. هناك العديد من الاستثناءات التي تهدف إلى حماية الفئات الأكثر ضعفاً. يشمل هؤلاء المحاربون القدامى المعوقون، والنساء الحوامل، والآباء أو الأوصياء على الأطفال المعالين دون سن 14 عامًا، والأفراد المعاقون، والأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرًا من السجن، والأشخاص الذين يتلقون علاج الإدمان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للولايات تقديم إعفاءات قصيرة المدى للأفراد الذين يواجهون صعوبات مؤقتة.
سيُطلب من جميع المستفيدين المؤهلين تقديم وثائق كل ستة أشهر على الأقل لإثبات استيفائهم للمتطلبات. الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى فقدان التغطية. هذه المتطلبات الإضافية للإبلاغ تمثل عبئًا إداريًا كبيرًا على وكالات الدولة، وقد تتطلب تحديثات برامج كمبيوتر مكلفة. ومع ذلك، لا يتوقع الحاكم بيلين زيادة عدد الموظفين للتعامل مع هذه التغييرات.
التأثير الوطني المحتمل: التكاليف وفقدان التغطية
تعتبر نبراسكا رائدة في هذا المجال، ومن المرجح أن تتبعها ولايات أخرى في تنفيذ متطلبات عمل مماثلة. هذه السياسة من المتوقع أن تؤدي إلى فقدان التغطية، حيث تشير تقديرات مكتب الميزانية غير الحزبي في الكونجرس إلى أن 7.5 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم بحلول عام 2034. في المقابل، من المتوقع أن تخفض هذه المتطلبات تكاليف برنامج Medicaid بمقدار 326 مليار دولار على مدار عقد من الزمن.
على الرغم من هذه التوقعات، يرى البعض أن هذه المتطلبات لن تؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات التوظيف، حيث أن معظم الأشخاص القادرين على العمل في برنامج Medicaid يعملون بالفعل. يرى محمد أوز، مدير مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية، أن التحدي الحقيقي يكمن في ربط الأشخاص بالوظائف المتاحة.
تجارب سابقة: دروس من جورجيا وأركنساس
سبقت جورجيا نبراسكا في تطبيق متطلبات مماثلة في عام 2023، ولكن النتائج كانت أقل من المتوقع. أدى التعقيد في متطلبات العمل والإبلاغ إلى تغطية عدد أقل من المتوقع. كما أن ولاية أركنساس جربت صيغة مختلفة لمتطلبات عمل برنامج Medicaid، ولكن تم حظرها لاحقًا من قبل القاضي. هذه التجارب السابقة تقدم دروسًا قيمة لنبراسكا والولايات الأخرى التي تفكر في تطبيق سياسات مماثلة.
برنامج Medicaid هو شبكة أمان حيوية لملايين الأمريكيين، وتعديلات مثل هذه تتطلب دراسة متأنية لضمان عدم تقويض الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. من المهم مراقبة تأثير هذه التغييرات في نبراسكا عن كثب، وتقييم فعاليتها في تحقيق أهدافها المعلنة، وتحديد أي عواقب غير مقصودة قد تنشأ.
في الختام، تمثل مبادرة نبراسكا نقطة تحول في مستقبل برنامج Medicaid. سيكون من الضروري متابعة التطورات القادمة وتقييم تأثير هذه المتطلبات الجديدة على المستفيدين، ومقدمي الرعاية الصحية، والنظام الصحي ككل. هل ستنجح نبراسكا في تحقيق التوازن بين تشجيع العمل وضمان الوصول إلى الرعاية الصحية؟ الإجابة على هذا السؤال ستشكل مستقبل برنامج Medicaid في جميع أنحاء البلاد.

