في مزاد علني أثار دهشة الكثيرين، بيعت قطعة تاريخية من حطام سفينة “إدموند فيتزجيرالد” الأسطورية، وهي حلقة نجاة و جزء من قارب نجاة، بمبلغ 150 ألف دولار أمريكي. يأتي هذا البيع بعد مرور خمسين عامًا على غرق السفينة المأساوي في بحيرة سوبيريور، والذي أودى بحياة 29 بحارًا. هذه القصة ليست مجرد خبر عن بيع قطعة أثرية، بل هي تذكير بمأساة بحرية هزت القلوب وألهمت الفن.
قصة “إدموند فيتزجيرالد” وكنوزها المكتشفة
في نوفمبر من عام 1975، اختفت سفينة “إدموند فيتزجيرالد” في عاصفة ثلجية هائلة على بحيرة سوبيريور. لم ينجُ أحد من أفراد الطاقم، وأصبحت السفينة لغزًا محيرًا. بعد ثمانية أيام من الغرق، عثر نجار آثار على حلقة النجاة وقطعة خشبية من قارب نجاة على شاطئ شبه جزيرة ميشيغان العليا.
اكتشاف ثمين بعد سنوات من الغرق
لم يكن لاري أور، المالك السابق لهذه القطع الأثرية، يتوقع أن تصل قيمتها إلى هذا المبلغ. “أنا مذهول، لم أصدق قط أن هذا المبلغ سيُدفع مقابلها بعد كل هذه السنوات”، صرح أور البالغ من العمر 77 عامًا. لقد عثر أور على هذه القطع أثناء استراحة من عمله، بعد فترة وجيزة من اختفاء السفينة.
المزاد العلني وبيع القطع الأثرية
تم تنظيم المزاد من قبل دار DuMouchelles للمزادات والمعارض الفنية في ديترويت، وهي دار مزادات مرموقة تقع بالقرب من كنيسة مارينرز، حيث يُقام قداس سنوي لإحياء ذكرى ضحايا غرق السفينة. لم يتم الكشف عن هوية المشتري، مما أضاف إلى الغموض المحيط بهذه القطع الأثرية. هذه حلقة نجاة تمثل رمزًا للأمل الضائع في تلك الليلة العاصفة.
الأغنية التي أخلدت ذكرى السفينة
لم يقتصر تأثير “إدموند فيتزجيرالد” على عالم الملاحة البحرية، بل امتد إلى عالم الفن والموسيقى. في عام 1976، قام المغني وكاتب الأغاني الكندي جوردون لايتفوت بتأليف أغنية شهيرة بعنوان “حطام إدموند فيتزجيرالد”، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وأخلدت ذكرى السفينة وطاقمها. الأغنية ساهمت في إبقاء قصة السفينة حية في الذاكرة الجماعية.
رحلة القطع الأثرية بين المتاحف والقضاء
على الرغم من أن أور سمح لمتحف ميشيغان بعرض هذه القطع الأثرية لعقود، إلا أنه قرر بيعها بسبب حاجته إلى المال. ومع ذلك، واجهت عملية البيع بعض التعقيدات. فقد وافق أور مؤخرًا على تسليم القطع إلى ولاية ميشيغان كجزء من تسوية بقيمة 600 ألف دولار في دعوى قضائية منفصلة. لكن الدولة وافقت على إعادتها بعد أن نشرت وكالة أسوشيتد برس تقريرًا عن الصفقة الغريبة. لحسن الحظ، لم يتغير مبلغ التسوية، وتمكن أور من بيع حلقة النجاة في المزاد العلني.
أهمية الحفاظ على التراث البحري
هذا الحدث يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث البحري والقطع الأثرية المتعلقة بالكوارث البحرية. هذه القطع ليست مجرد مقتنيات قيمة، بل هي شهادات حية على الأحداث التاريخية والمآسي التي وقعت في البحار والمحيطات. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القطع تذكرنا بشجاعة البحارة وتضحياتهم.
مستقبل القطع الأثرية وذكرى السفينة
من غير المعروف ما إذا كان المشتري سيقوم بعرض هذه القطع الأثرية للجمهور أم لا. ومع ذلك، فإن بيع حلقة النجاة وقطعة من قارب النجاة يمثل فصلًا جديدًا في قصة “إدموند فيتزجيرالد”. ستظل السفينة محفورة في الذاكرة، ليس فقط كرمز للمأساة، بل أيضًا كرمز للصمود والإلهام. الاهتمام بـ حطام السفينة لا يزال قوياً حتى اليوم.
في الختام، يمثل بيع هذه القطع الأثرية حدثًا تاريخيًا يذكرنا بقصة “إدموند فيتزجيرالد” المأساوية. إنها قصة عن الشجاعة والخسارة، وقصة ألهمت الفن والموسيقى. نتمنى أن تظل ذكرى السفينة وطاقمها حية في قلوبنا وعقولنا إلى الأبد. يمكنك البحث عن المزيد من المعلومات حول غرق إدموند فيتزجيرالد عبر الإنترنت.

