وول ستريت تحقق أرقامًا قياسية جديدة في ختام تداول قصير قبل عيد الميلاد

شهدت وول ستريت، في ختام تداول قصير بسبب قرب حلول عيد الميلاد، أداءً قويًا وارتفاعًا ملحوظًا، محققةً بذلك المزيد من الأرقام القياسية. هذا الارتفاع يعكس تفاؤلًا مستمرًا في أداء الأسواق الأمريكية، مدفوعًا بعوامل متعددة تشمل السياسات الاقتصادية، والابتكارات التكنولوجية، وتوقعات مستقبلية إيجابية. صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 6932.05 نقطة، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6% ليغلق عند 48731.16 نقطة، وأضاف مؤشر ناسداك المجمع 0.2% ليختتم عند 23613.31 نقطة.

حجم التداول المنخفض وتوقعات ما بعد العطلة

كان حجم التداول يوم الأربعاء خفيفًا للغاية، حيث بلغ حوالي 1.8 مليار سهم في بورصة نيويورك للأوراق المالية، وهو ما يمثل ثلث متوسط ​​حجم التداول اليومي. يعزى هذا الانخفاض إلى إغلاق الأسواق مبكرًا عشية عيد الميلاد، وإغلاقها بالكامل يوم الخميس بمناسبة العيد. من المتوقع أن تعود الأسواق إلى العمل بكامل طاقتها يوم الجمعة، ولكن مع استمرار انخفاض أحجام التداول خلال هذا الأسبوع، حيث يفضل معظم المستثمرين إغلاق مراكزهم قبل نهاية العام.

أداء مؤشر S&P 500 وقطاعات التكنولوجيا

حقق مؤشر S&P 500 مكاسب ملحوظة هذا العام، حيث ارتفع بأكثر من 17%. يعود هذا الأداء القوي إلى تبني المستثمرين للسياسات التحريرية التي اتبعتها إدارة ترامب، بالإضافة إلى التفاؤل المتزايد بشأن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأرباح، ليس فقط لشركات التكنولوجيا، بل للشركات الأمريكية بشكل عام.

الشركات الرائدة في الأداء

تبرز شركتا Nvidia وMicron Technologies كأقوى الشركات أداءً هذا العام. هاتان الشركتان متخصصتان في تصنيع الرقائق والمكونات الأخرى التي تدعم انتشار مراكز البيانات في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس الطلب المتزايد على هذه التقنيات. هذا النمو في قطاع التكنولوجيا ساهم بشكل كبير في دفع أداء وول ستريت إلى الأمام.

تركيز المستثمرين على الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية

خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سينصب تركيز المستثمرين بشكل كبير على مسار الاقتصاد الأمريكي وتوجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. يراهن المستثمرون حاليًا على أن الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه القادم في يناير.

مؤشرات اقتصادية متباينة

على الرغم من التفاؤل في الأسواق، تظهر المؤشرات الاقتصادية الأمريكية صورة متباينة. فقد نما الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي قوي بلغ 4.3% في الربع الثالث، وهو أسرع معدل نمو له منذ عامين، مدفوعًا بالإنفاق المستمر للمستهلكين على الرغم من استمرار التضخم. ومع ذلك، تشير تقارير حديثة إلى تراجع في ثقة المستهلكين، بسبب القلق من ارتفاع الأسعار. كما لوحظ تباطؤ في سوق العمل وضعف في مبيعات التجزئة. هذه العوامل قد تؤثر على الاستثمار في الأسهم في المستقبل القريب.

بيانات البطالة وتأثيرها على السوق

انخفض عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، وظل عند مستويات صحية تاريخيًا، على الرغم من بعض الدلائل على ضعف سوق العمل. أفادت وزارة العمل الأمريكية أن طلبات إعانة البطالة انخفضت بمقدار 10.000 إلى 214.000، وهو رقم أقل من توقعات المحللين.

أخبار الشركات وتأثيرها على الأسهم

شهدت بعض الشركات أداءً فرديًا ملحوظًا. ارتفع سهم Dynavax Technologies بنسبة 38.2% بعد إعلان شركة Sanofi عن استحواذها على الشركة المصنعة للقاحات في صفقة بقيمة 2.2 مليار دولار. ستضيف Sanofi لقاحات Dynavax ضد التهاب الكبد الوبائي B إلى محفظتها، بالإضافة إلى لقاح القوباء المنطقية الذي لا يزال قيد التطوير.

في المقابل، ارتفعت أسهم Novo Nordisk بنسبة 1.8% بعد حصول الشركة على موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية على إصدار حبوب من عقارها الرائج Wegovy، المستخدم في إنقاص الوزن. ومع ذلك، لا تزال أسهم Novo Nordisk منخفضة بنسبة 40% تقريبًا هذا العام، بسبب المنافسة المتزايدة في سوق أدوية إنقاص الوزن، خاصة من شركة Eli Lilly، التي شهدت أسهمها ارتفاعًا بنسبة 40% هذا العام.

أداء الأسواق العالمية

تحركت الأسواق الأوروبية بشكل متفاوت بين المكاسب والخسائر الطفيفة، بينما كانت الأسواق الآسيوية هادئة نسبيًا. ارتفع مؤشر هونج كونج بنسبة 0.2%، في حين انخفض مؤشر Nikkei 225 الياباني بنسبة 0.1%.

أسعار السلع

استقرت أسعار الذهب عند 2032 دولارًا للأوقية، وارتفعت الفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 71.69 دولارًا. كما استقر سعر النفط الخام الأميركي عند 58.38 دولارًا للبرميل.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

في الختام، اختتمت وول ستريت أسبوع التداول القصير قبل عيد الميلاد بأداء قوي، محققةً أرقامًا قياسية جديدة. يعكس هذا الارتفاع تفاؤل المستثمرين بشأن الاقتصاد الأمريكي والابتكارات التكنولوجية. ومع ذلك، يجب مراقبة المؤشرات الاقتصادية المتباينة عن كثب، بالإضافة إلى قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، لتقييم التوجهات المستقبلية للأسواق. من المتوقع أن يظل التركيز على هذه العوامل خلال الأسابيع القادمة، مع استمرار المستثمرين في تقييم المخاطر والفرص المتاحة.

شاركها.
Exit mobile version