تعزيز التعاون بين إسبانيا والصين: زيارة العاهل الإسباني إلى بكين
استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ العاهل الإسباني فيليبي السادس في بكين، حيث وقع الجانبان اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات متعددة، أبرزها التبادلات اللغوية والقضايا الاقتصادية. تأتي هذه الزيارة في إطار سعي إسبانيا لتعزيز علاقاتها مع الصين، خاصة في ظل التوترات مع الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب.
توطيد العلاقات الاستراتيجية
أعرب شي جين بينغ عن استعداد الصين للعمل مع إسبانيا لبناء شراكة استراتيجية شاملة أكثر استقرارًا وديناميكية وتأثيرًا على المستوى الدولي. وأكد أن الصين ستستورد المزيد من المنتجات الإسبانية، مما يعزز من التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقد وصف شي العلاقة بين الصين وإسبانيا بأنها “شراكة استراتيجية شاملة”، مشيرًا إلى أهمية تعزيز هذه العلاقة في ظل الوضع الدولي المعقد والمتقلب.
اتفاقيات تعاون متعدد المجالات
شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات بين الجانبين لتعزيز التعاون في مجالات متعددة. من أبرز هذه الاتفاقيات تعزيز التبادلات اللغوية، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال اللغة والثقافة. كما تم التوقيع على اتفاقيات لتصدير المنتجات المائية الإسبانية إلى الصين، مما يعزز من التبادل التجاري بين البلدين.
تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة
أكد شي جين بينغ أن الصين وإسبانيا يمكنهما مواصلة استكشاف التعاون في مجال الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي إسبانيا لتعزيز انتقالها إلى الطاقة المتجددة، حيث ولدت أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة في العام الماضي. تحتاج إسبانيا إلى المواد الخام الصينية المهمة والألواح الشمسية والتكنولوجيات الخضراء لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة.
استثمارات صينية في إسبانيا
شهدت السنوات الأخيرة زيادة في الاستثمارات الصينية في إسبانيا، حيث أعلنت شركة البطاريات الكهربائية الصينية CATL عن مشروع مشترك مع شركة صناعة السيارات Stellantis لبناء مصنع للبطاريات في شمال إسبانيا. كما تم الإعلان عن صفقات بين إسبانيا وشركتي Envision وHygreen Energy الصينيتين لبناء بنية تحتية للهيدروجين الأخضر في البلاد.
خاتمة
تعد زيارة العاهل الإسباني إلى الصين خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين. من خلال توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة، يعزز الجانبان من التعاون الاقتصادي والثقافي. في ظل الوضع الدولي المتقلب، تأتي هذه الزيارة لتؤكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الصين وإسبانيا. ومع استمرار إسبانيا في سعيها لتعزيز انتقالها إلى الطاقة المتجددة، يبقى التعاون مع الصين حجر الزاوية في تحقيق هذه الأهداف.

