ارتفع سوق الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء مدفوعًا بتزايد الآمال في أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما يمثل دفعة قوية للاقتصاد. شهد المستثمرون عودة الثقة بعد فترة من الترقب، مما أدى إلى مكاسب ملحوظة عبر المؤشرات الرئيسية. هذا الارتفاع يأتي في ظل بيانات اقتصادية متباينة، مما زاد من التكهنات حول مسار السياسة النقدية الأمريكية.

أداء المؤشرات الرئيسية في سوق الأسهم الأمريكية

شهدت المؤشرات الأمريكية أداءً قويًا خلال تداولات يوم الثلاثاء، حيث قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 0.9%، واستعاد بذلك جزءًا كبيرًا من المكاسب التي فقدها في وقت سابق من الأسبوع. ووصل المؤشر إلى مستوى يقل بنسبة 1.8% فقط عن أعلى مستوى له على الإطلاق، مما يشير إلى قوة استمرارية الاتجاه الصاعد.

  • مؤشر داو جونز الصناعي: سجل ارتفاعًا كبيرًا بلغ 664 نقطة، أو ما يعادل 1.4%، مما يعكس تحسنًا في معنويات المستثمرين تجاه الشركات الكبرى.
  • مؤشر ناسداك المركب: ربح 0.7%، مدفوعًا بشكل أساسي بأداء شركات التكنولوجيا والنمو.
  • مؤشر راسل 2000: تصدر مكاسب سوق الأسهم الأمريكية، حيث ارتفع بنسبة 2.1%، مما يشير إلى أن الشركات الصغيرة قد تكون المستفيد الأكبر من أي تخفيض محتمل في أسعار الفائدة.

تراجع عوائد السندات يعزز التفاؤل

تزامن ارتفاع سوق الأسهم الأمريكية مع تراجع في عوائد السندات، وهو ما يعتبر إشارة إيجابية للمستثمرين. أسعار الفائدة المنخفضة تجعل الاستثمار في الأسهم أكثر جاذبية مقارنة بالسندات، كما أنها تقلل من تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، مما يحفز النمو الاقتصادي.

يعتقد المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يميل إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في 10 ديسمبر، وذلك بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية المتضاربة. تشير بيانات مجموعة CME إلى أن احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر يبلغ حوالي 83%، وهو ارتفاع كبير مقارنة بـ 50% قبل أسبوع.

البيانات الاقتصادية المتضاربة وتأثيرها على التوقعات

أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الثلاثاء صورة متباينة للاقتصاد الأمريكي. من جهة، انخفضت مبيعات تجار التجزئة في سبتمبر بشكل غير متوقع، مما يشير إلى تباطؤ في الإنفاق الاستهلاكي. ومن جهة أخرى، تدهورت ثقة المستهلكين الأمريكيين في نوفمبر بأكثر من المتوقع، مما يعزز المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد.

ومع ذلك، أظهر تقرير آخر أن التضخم على مستوى الجملة كان أعلى قليلاً في سبتمبر مما كان متوقعًا، لكن الاتجاه الأساسي كان أفضل. هذا التقرير مهم لأنه يراقب عن كثب، حيث أن ارتفاع التضخم قد يمنع الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة.

الشركات الصغيرة والقطاعات الرابحة

من المتوقع أن تستفيد الشركات الصغيرة بشكل خاص من أي تخفيض في أسعار الفائدة، حيث أنها تعتمد بشكل كبير على الاقتراض لتمويل النمو. ولهذا السبب، قفز مؤشر راسل 2000، الذي يتتبع أداء أصغر الأسهم الأمريكية، بنسبة 2.1%.

بالإضافة إلى ذلك، حققت بعض القطاعات أداءً قويًا بشكل خاص يوم الثلاثاء، بما في ذلك:

  • قطاع التجزئة: قفزت العديد من شركات التجزئة بعد الإعلان عن أرباح قوية لفصل الصيف. على سبيل المثال، ارتفع سهم Abercrombie & Fitch بنسبة 37.5%، بينما ارتفع سهم Kohl’s بنسبة 42.5%.
  • قطاع التكنولوجيا: واصل قطاع التكنولوجيا أداءه القوي، مدفوعًا بالإثارة المحيطة بالذكاء الاصطناعي. ارتفع سهم Alphabet بنسبة 1.5%، بينما ارتفع سهم Best Buy بنسبة 5.3%.

التقلبات في قطاع الذكاء الاصطناعي

على الرغم من التفاؤل العام بشأن سوق الأسهم الأمريكية، لا يزال قطاع الذكاء الاصطناعي يشهد بعض التقلبات. هناك مخاوف بشأن ما إذا كانت الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات ستؤدي إلى ثورة الأرباح والإنتاجية التي يتوقعها المؤيدون.

شهدت شركة علي بابا الصينية العملاقة انخفاضًا في أسهمها المتداولة في الولايات المتحدة بنسبة 2.3% بعد أن خسرت مكاسب مبكرة، على الرغم من الإعلان عن إيرادات أقوى مما توقعه المحللون.

نظرة مستقبلية

في الختام، يشهد سوق الأسهم الأمريكية انتعاشًا مدفوعًا بالآمال في خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، لا يزال من المهم مراقبة البيانات الاقتصادية عن كثب، حيث أن أي تطورات غير متوقعة قد تؤثر على مسار السياسة النقدية. من المتوقع أن يستمر التفاؤل في السوق إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي بالفعل خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم.

الكلمات المفتاحية الثانوية: أسعار الفائدة، الاحتياطي الفيدرالي، التضخم.

ملاحظة: هذا المقال مصمم ليكون SEO-friendly ويسهل قراءته. تم استخدام الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي ومتوازن، وتم تقسيم النص إلى فقرات قصيرة وعناوين فرعية واضحة.

شاركها.
Exit mobile version