ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ يوم الاثنين، في بداية أسبوع تداول قصير بسبب قرب عطلة عيد الشكر، مدفوعةً بتفاؤل متزايد حول مسار أسعار الفائدة وتألق أسهم شركات الذكاء الاصطناعي. شهد مؤشر S&P 500 مكاسب قوية، منهيًا بذلك فترة من التذبذبات شهدتها الأسواق في الأسابيع الأخيرة. هذا الارتفاع يعكس بشكل أساسي تزايد الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يغير مساره في رفع أسعار الفائدة، وهو ما يصب في مصلحة المستثمرين.

أداء السوق الأمريكي وارتفاع أسهم التكنولوجيا

شهدت الجلسة ارتفاعًا ملحوظًا في المؤشرات الرئيسية: صعد مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5%، فيما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 202 نقطة أو 0.4%، وقفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.7%. أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الارتفاع كان الأداء القوي لأسهم شركات التكنولوجيا، وتحديدًا تلك العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.

تألق أسهم الذكاء الاصطناعي

أظهرت شركة Alphabet نموًا ملفتًا بنسبة 6.3% بعد الإعلان عن إصدار نموذجها الأحدث Gemini للذكاء الاصطناعي، والذي حاز على استحسان واسع. كما ارتفعت أسهم Nvidia بنسبة 2.1%، مما يعكس استمرار الثقة في هذه الشركة الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي. هذه المكاسب ساهمت بشكل كبير في رفع مؤشر S&P 500.

ومع ذلك، لا يزال هناك حذر في السوق بسبب مخاوف من أن الارتفاعات الأخيرة في أسهم الذكاء الاصطناعي قد تكون أدت إلى فقاعة استثمارية. يتساءل المحللون عما إذا كانت التقييمات الحالية لهذه الشركات مبررة بالنظر إلى النمو المحتمل في المستقبل.

توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق

الآمال في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي مرة أخرى في اجتماعه القادم في ديسمبر لعبت دورًا هامًا في هذا الارتفاع. يعتقد المستثمرون أن خفض أسعار الفائدة يمكن أن يعزز الاقتصاد ويزيد من جاذبية الاستثمارات.

تظهر بيانات من مجموعة CME أن المتداولين يراهنون الآن باحتمال يقارب 85% على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، ارتفاعًا من 71% يوم الجمعة.

لكن، هذه التوقعات تعتمد على قراءة بيانات التضخم القادمة. إذا أظهرت البيانات أن التضخم لا يزال مرتفعًا، فقد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة النظر في خططه. بعض مسؤولي البنك أكدوا بالفعل على أنهم لا يزالون قلقين بشأن التضخم ويرفضون فكرة خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي.

اختبارات الأسبوع القادمة وتأثير عيد الشكر

الأسبوع الحالي سيشهد عددًا من الأحداث التي قد تؤثر على الأسواق وتزيد من تذبذبها. أحد أكبر هذه الأحداث هو الإعلان عن بيانات التضخم على مستوى الجملة يوم الثلاثاء. يتوقع الاقتصاديون ارتفاعًا بنسبة 2.6% في الأسعار مقارنة بالعام السابق، لكن أي قراءة أسوأ من المتوقع قد تؤدي إلى رد فعل سلبي من الأسواق.

بالإضافة إلى ذلك، ستكون الأسواق الأمريكية مغلقة يوم الخميس بمناسبة عطلة عيد الشكر. وعقب ذلك، ستبدأ فعاليات الجمعة السوداء و سايبر الاثنين، وهما من أهم فترات التسوق في العام. قد يؤثر أداء مبيعات التجزئة خلال هذه الفترة على معنويات المستثمرين.

أخبار الشركات وتطورات أخرى

فيما يتعلق بأخبار الشركات، تراجعت أسهم شركة الأدوية الدنماركية نوفو نورديسك المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 5.6% بعد إعلان فشل عقارها الجديد الخاص بمرض الزهايمر في إبطاء تطور المرض.

كما انخفض سهم Grindr بنسبة 12.1% بعد أن أعلنت أنها أوقفت المحادثات مع مستثمرين محتملين كانوا يعتزمون شراء الشركة، بسبب تساؤلات حول تمويل الصفقة.

بشكل عام، أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الجلسة مرتفعًا بمقدار 102.13 نقطة ليصل إلى 6705.12 نقطة، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 202.86 نقطة ليصل إلى 46448.27، وقفز مؤشر ناسداك المركب بمقدار 598.92 نقطة ليصل إلى 22872.01.

البيتكوين والأسواق العالمية

في الوقت نفسه، استمرت عملة البيتكوين في التذبذب بشكل حاد، حيث تراوح سعرها بين 82000 دولار و 94000 دولار خلال الأسبوع الماضي، وكان بالقرب من 125000 دولار الشهر الماضي. هذا التقلب يظهر مدى تأثير العوامل الاقتصادية والتنظيمية على هذه العملة الرقمية.

وفي أسواق الأسهم في الخارج، كانت المؤشرات مختلطة في أوروبا وآسيا. قفز مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 2%، مدفوعًا بقفزة في أسهم شركة علي بابا بعد الإعلان عن طلب قوي على تطبيقها الجديد للذكاء الاصطناعي Qwen.

باختصار، شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، مدفوعةً بتوقع خفض أسعار الفائدة وتألق أسهم الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاطر وتحديات تواجه السوق، بما في ذلك التضخم و احتمال حدوث فقاعة في أسهم التكنولوجيا. من المتوقع أن يكون الأسبوع الحالي مليئًا بالتقلبات، خاصةً مع اقتراب عطلة عيد الشكر والإعلان عن بيانات اقتصادية هامة. يجب على المستثمرين متابعة هذه التطورات عن كثب واتخاذ قراراتهم بناءً على تحليل دقيق للمخاطر والفرص المتاحة.

مساهم في هذا المقال: كاتبا الأعمال في وكالة AP مات أوت وإلين كورتنباخ.

شاركها.
Exit mobile version