بست باي ترفع توقعات الأرباح والمبيعات مع اقتراب الجمعة السوداء
أظهرت شركة بست باي (Best Buy) قوة ملحوظة في أدائها المالي في الربع الثالث من العام، مما دفعها إلى رفع توقعات أرباحها ومبيعاتها مع استعدادها لموسم التسوق المكثف في العطلات، والذي يبدأ تقليديًا في يوم الجمعة السوداء. يعكس هذا التحسن في الأداء مرونة المستهلك وقدرته على التكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة، بالإضافة إلى استراتيجيات بست باي الذكية في تلبية احتياجات شرائح مختلفة من العملاء.
أداء قوي في الربع الثالث يدعم التفاؤل
حققت بست باي نموًا في المبيعات المماثلة بنسبة 2.7%، وهو أكبر ارتفاع لها منذ أربع سنوات. يعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى المبيعات القوية في قطاعات أجهزة الكمبيوتر والألعاب والهواتف المحمولة. يُظهر هذا الأداء أن الشركة تمكنت من جذب العملاء على الرغم من التحديات الاقتصادية المستمرة، بما في ذلك التضخم والتعريفات الجمركية. وارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 6% تقريبًا في تعاملات ما بعد الظهيرة مباشرةً بعد الإعلان عن هذه النتائج.
فهم سلوك المستهلك المتغير
أكد كوري باري، الرئيس التنفيذي لبست باي، في تصريحات للصحفيين أن الشركة تولي اهتمامًا خاصًا بتنوع احتياجات المستهلكين. “المستهلك ليس كتلة واحدة.” وأضاف، “بشكل عام، ما نراه هو مستهلك مرن بشكل عام. إنهم يركزون على الخصومات، لذا يبحثون بالتأكيد عن أحداث المبيعات التي يمكن التنبؤ بها.” لكنه شدد على أن هذا لا يعني بالضرورة البحث عن أقل الأسعار دائمًا، بل عن القيمة الأفضل مقابل المال.
القيمة مقابل السعر: المحرك الرئيسي للإنفاق
يعتقد باري أن المستهلكين مستعدون للإنفاق عندما يشعرون بالحاجة إلى منتج معين أو عندما يقدم المنتج ابتكارًا حقيقيًا. هذه الرؤية تعكس تحولًا في سلوك المستهلك نحو تبني التسوق الذكي والقائم على البحث عن القيمة المضافة، بدلاً من مجرد الانجذاب إلى عروض الأسعار الرخيصة.
تأثير العوامل الاقتصادية وتحديات التضخم
يأتي هذا الربع القوي في وقت متقلب اقتصاديًا، حيث واجهت الولايات المتحدة في الأشهر الماضية تأثيرات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب وإغلاقًا حكوميًا جزئيًا استمر لمدة 43 يومًا. تعد صناعة الإلكترونيات من بين الصناعات الأكثر عرضة للتأثر بهذه التغييرات، نظرًا لاعتمادها الكبير على الواردات.
على الرغم من هذه التحديات، يبدو أن المستهلكين يواصلون الإنفاق، وإن كان ذلك بحذر أكبر. التضخم لا يزال يمثل مشكلة، لكن تأثيره على المستهلك لم يكن بالسوء الذي كان متوقعًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرة شركات التجزئة مثل بست باي على استيعاب بعض الزيادات في التكاليف وتعديل سلاسل التوريد الخاصة بها لتجنب الرسوم الجمركية الإضافية.
التركيز على تجديد الأجهزة والمنتجات المبتكرة
لاحظت بست باي أن العديد من المستهلكين يشترون أجهزة جديدة، مثل أجهزة الكمبيوتر، لاستبدال الأجهزة القديمة. بالإضافة إلى ذلك، هناك إقبال على المنتجات المبتكرة، مثل أحدث وحدات تحكم الألعاب.
تشير بيانات الشركة إلى أن الشريحة الأعلى دخلًا من المستهلكين (أعلى 40%) تمثل حوالي ثلثي إجمالي الاستهلاك. ومع ذلك، فإن الـ 60% المتبقين من المستهلكين، على الرغم من أنهم ينفقون بقدر أقل من الحرية، إلا أنهم لا يشكلون خطرًا كبيرًا على الاقتصاد، طالما أن سوق العمل يظل قويًا. وتركز هذه الشريحة من المستهلكين على تلبية الاحتياجات الأساسية أو الاستفادة من أفضل العروض المتاحة.
توقعات مالية إيجابية لمستقبل بست باي
أعلنت بست باي عن دخل صافي قدره 140 مليون دولار، أي 66 سنتًا للسهم الواحد، للربع المنتهي في 1 نوفمبر. على الرغم من أن هذا الرقم أقل من الـ 273 مليون دولار الذي حققته في نفس الفترة من العام الماضي، إلا أنه تجاوز توقعات وول ستريت. وارتفعت المبيعات إلى 9.67 مليار دولار، مقارنة بـ 9.45 مليار دولار في العام السابق، متجاوزة أيضًا التوقعات.
بناءً على هذه النتائج، رفعت الشركة توقعاتها لأرباح السهم للعام الحالي لتتراوح بين 6.25 دولار و6.35 دولار للسهم. كما رفعت توقعات مبيعاتها السنوية لتتراوح بين 41.65 مليار دولار و41.95 مليار دولار. وتتوقع بست باي الآن نموًا في المبيعات المماثلة بنسبة تتراوح بين 0.5% و1.2% لهذا العام، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بتوقعاتها السابقة.
خلاصة: استعداد قوي لموسم الأعياد
بشكل عام، يعتبر أداء بست باي في الربع الثالث علامة مشجعة للغاية. تعكس النتائج المالية القوية للشركة قدرتها على التكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة وفهم احتياجات المستهلكين المتطورة. مع استعداد بست باي لموسم التسوق في العطلات، وعلى وجه الخصوص يوم الجمعة السوداء، يبدو أن الشركة في وضع جيد لتحقيق المزيد من النمو والنجاح. نجاحها يعتمد على استمرارها في تقديم عروض حصرية وتلبية احتياجات مختلف شرائح المستهلكين مع الحفاظ على القيمة مقابل السعر. تترقب الأسواق المالية بشغف النتائج النهائية لموسم الأعياد لتقييم مدى استمرار هذا الزخم الإيجابي.

