“إن الواقع ليس دائماً محتملاً أو محتملاً”. هذه هي المقولة التي قالها الشاعر الأرجنتيني الراحل خورخي لويس بورخيس في مقدمة رواية مات هيج الجديدة “الحياة المستحيلة”. وإذا كنت تعترض على هذه المقولة من حيث الجوهر، فلا تكلف نفسك عناء قلب الصفحة.

ولكن إذا كنت على استعداد لتعليق عدم التصديق عند قراءة الخيال، فهذه قصة جذابة. قد لا يتفاعل بعض القراء، مثل ابنتي المراهقة التي التهمت كتاب هيج الأكثر مبيعًا، “مكتبة منتصف الليل”، مع الراوية السبعينية التي تتعافى من جراحة دوالي الأوردة، لكن حبكة الكتاب تعتني بتدهورها الجسدي قريبًا بما فيه الكفاية.

تدور أحداث الفيلم في جزيرة إيبيزا الإسبانية الشهيرة بنواديها الليلية. وعندما ترث الراوية جريس وينترز فجأة منزلًا متهالكًا هناك، تترك وراءها حياتها المأساوية كمعلمة رياضيات بلا أطفال وأرملة في إنجلترا من أجل مغامرة. ويا لها من مغامرة! وبينما تحاول جريس جمع أجزاء مصير إحدى معارفها في الكلية، كريستينا، التي أهدتها المنزل، تلتقي بألبرتو ريباس، “عالم الأحياء البحرية المحترم سابقًا” الذي يقدم الآن جولات غوص في البحر الأبيض المتوسط ​​والذي تصفه جريس بأنه “ليس قرصانًا بقدر ما هو منبوذ، بشعره غير المهذب ولحيته التي تهرب من وجهه في كل اتجاه”. وفي إحدى تلك الغطسات، تتغير حياة جريس إلى الأبد بسبب ضوء فوسفوري أزرق تسبح نحوه تحت الماء. تمنحها “لا بريسينسيا” أو “الحضور” قوى خارقة حقيقية، وتفاصيلها ممتعة للغاية بحيث لا يمكن إفسادها هنا.

وفي حين تبتعد الحبكة في هذه المرحلة عن الواقع بكل فخر، إلا أنها لا تشعر بالحرج من ذلك. فجريس راوية موثوقة، وتعتمد بنية الرواية على سردها لقصتها لطالب سابق. فتقول: “الرياضيات… غامضة ومحيرة مثل الحياة بأكملها، وتوقعي أن تؤكد الرياضيات ـ أو أي شيء آخر ـ ما أردته أن تكون عليه كان خطأ”. ويشكل استيقاظ جريس على عجائب العالم الطبيعي النصف الثاني من القصة، حيث تعمل هي ومجموعة من الشخصيات على إنقاذ أجزاء من إيبيزا من التدمير.

إن قراءة الكتاب بالكامل لن تستغرق من القارئ العادي سوى بضع ساعات. والفصول القصيرة للغاية ــ بعضها لا يتجاوز طوله جملة واحدة ــ تساعد على سرعة قراءة الصفحات. ورغم أن البعض قد ينهي الجملة الأخيرة وهم يهزون رؤوسهم في دهشة من عدم معقولية كل هذا، فإن إدراك جريس أن كل شيء على الأرض يستحق الإعجاب والمحافظة عليه يشكل رسالة يمكن للعالم أجمع أن يتقبلها.

___

مراجعة كتاب AP: https://apnews.com/hub/book-reviews

شاركها.
Exit mobile version